الأحد، 20 ديسمبر 2020

جدتي يا باقة الغفران

عيشي يا جدتي هناك بأمان حيث اغمضت عن الدنيا تلك العينان عيشي يا أصيلة حيث لا زمان عيشي حيث ماتت عقارب الأحزان عيشي حيث لن تذوقي بعدُ نكهة الخذلان لكم راقبتك من بعيد خائرة البنيان وأجفانك شفقٌ من مغيب العمر قد آن وقطع من الليل والحزن حولهم حالكان وكَلَّ الكلام الا من تسبيح تنسجه الشفتان وخطواتك تشبه التجذيف من ثِقلٍ تجرّه قدمان سأشتاق إليك كثيرا.. سيلتهب الوجدان فأبحث عن شيء أكفكف به دمعي الهيمان ولا أجد غير ذكرى ابتسامة منك لي فيها الحنان سأخاف عليك من وحشة لطالما اخافتك من زمان وسأركض إلى القبر بحثا عن قبس أو سلوان فلا أجد مؤنسا منيرا لك مني هدية سوى القرآن كم قصّرت في حقك مربيتي يا باقة الغفران كم جدتِ عليي في صغري ولم تطلبي العرفان اشتقت لضمة..للمسة..للقمة برعت بها اليدان اشتقت لهمسة..لبسمة..لترنيمة تتقنها الشفتان اشتقت لإسمك أسمعه ولخبر عنك حديث قد دان ودخلتُ بعد غيابك غرفة تاريخ العمر الفان وبحثت بين ركامه عما أعالج به أشجان فما وجدتُ يا جدتي في الغرفة إلا ورشة بنيان صخورٌ من صبر قد رصّت في جلد فتّان وجُدرٌ من عزم قد بنيت في طاعة الرحمان وسقُفٌ من صمت عن شكوى لسوى الديان وطلاءٌ من نور من زهد عما في ايدي الإنسان فخرجت أبارك لك قصرا ارجوه في اعلى الجنان بقلم دانية تركية

ليست هناك تعليقات: